وَالْمُبْتَدَا نَحْوَ: زَيْدٌ قَائِمٌ، وَأَنَا *** فِي الدَّارِ، وَهْوَ أَبُوهُ غُيْرُ مُمْتَثِلِ
وَمَا بِهِ تَمَّ مَعْنَى المُبْتُدَا خَبَرٌ *** كَالشَّأْنِ في نَحْوِ زَيْدٌ صَاحِبُ الدُّوَلِ
الثالث من المرفوعات:
وَالْمُبْتَدَا نَحْوَ: زَيْدٌ قَائِمٌ، وَأَنَا *** فِي الدَّارِ، وَهْوَ أَبُوهُ غُيْرُ مُمْتَثِلِ
وَمَا بِهِ تَمَّ مَعْنَى المُبْتُدَا خَبَرٌ *** كَالشَّأْنِ في نَحْوِ زَيْدٌ صَاحِبُ الدُّوَلِ
أشار الناظم في هذين البيتين إلى النوعين: الثالث والرابع من المرفوعات.
أما النوع الثالث: فهو المبتدأ، والمبتدأ نوعان: مبتدأ له خبر، ومبتدأ له مرفوع أغنى عن الخبر.
النوع الأول: المبتدأ الذي له خبر، وهو: اسم أو ما في تأويله، مجرد عن العوامل اللفظية غير الزائدة. وهذا أحسن تعريف للمبتدأ، "اسم" مثل: محمد مُجِدٌّ، هذا هو المبتدأ وهو اسم. "أو ما فيه تأويله" مثل ما ذكرناه في باب الفاعل، ونحصل عليه بواسطة الحرف المصدري، فإذا نظرت إلى قول الله -تعالى: ﴿ وَأَن تَصْبِرُوا خَيْرٌ لَّكُمْ﴾(1). تجد "خيرٌ" خبر، ولكن لا يوجد مبتدأ، ولكن يوجد ﴿ وَأَن تَصْبِرُوا﴾، فنقول: أن وما دخلت عليه في تأويل مصدر مبتدأ، والتقدير: وصبرُكم خيرُ لكم. ومثله قول الله -تعالى: ﴿ وَأَن يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَّهُنَّ﴾(2). والتقدير: واستعفافُهُن خيرٌ لهن. هذا معنى قولنا: أو ما في تأويله.
"مجرد عن العواملِ اللفظيةِ". أي أن المبتدأ لا يُسبق بشيء؛ لأنه لو سُبق بشيء لن يصير مبتدأ، إذا قلت: كان زيد في الدار. فـ "زيد" ليس مبتدأ، إذ كيف يصير مبتدأ وقبله كلام؟! ولهذا يقولون: إن المبتدأ لا بد أن يتجرد عن العوامل. ولهذا إذا رأيت قبل المبتدأ حرف جر، أو حرفًا ناسخًا فاعلم أنه ليس مبتدأ، إلا في حالة واحدة، وهي أن يوجد حرف جر زائد، ففي هذه الحالة يمكن أن يكون مبتدأ، فإذا قلت لشخص: بحسبك درهم. "حسبك": مبتدأ. ولكن كيف يعرب مبتدأ وقبله عامل لفظي وهو الباء؟! نقول: "الباء" حرف جر زائد، وحرف الجر الزائد -من الناحية الإعرابية- وجوده وعدمه سواء، لكن من جهة المعنى له فائدة. فـ "حسب" مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه ضمة مقدرة، منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد. و"درهم" خبر.
النوع الثاني: المبتدأ الذي ليس له خبر، وإنما له مرفوع أغنى عن الخبر، فما تعريف هذا النوع؟ هو: أن يكون المبتدأ وصفًا في قوة الفعل، معتمدًا على نفي أو استفهام، والوصف الذي في قوة الفعل هو الوصف العامل؛ كاسم الفاعل، فإذا أتى الوصف في قوة الفعل: كاسم الفاعل، واسم المفعول، والصفة المشبهة، وأفعل التفضيل.. فهذه كلها أوصاف في قوة الفعل؛ لأنها تعمل عمل الفعل، وإن كانت لا تعمل عمل الفعل من جميع الأوجه، لكنها في الجملة تعمل عمله.
فاسم الفاعل وصف في قوة الفعل؛ لأن اسم الفاعل يرفع الفاعل وينصب المفعول. فإذا قلت: أحاضر أخوك؟ فالمبتدأ هنا وصف في قوة الوصف، وقد سُبِق بنفي أو استفهام، والمثال السابق فيه استفهام، لكن لو قلت: ما حاضر أخوك. فهذا نفي، ولا فرق. فالذي بعد الوصف لا يكون خبرًا؛ لأن المقام ليس بحاجة إلى خبر. فيكون فاعلاً أو نائب فاعل، فإن كان الوصف اسم فاعل فالمرفوع فاعل، وإن كان الوصف اسم مفعول فالمرفوع نائب فاعل. وهذه هي القاعدة.
ففي قولنا: أحاضر أخوك؟ "حاضر" مبتدأ. "أخوك" فاعل مرفوع بالواو؛ لأنه من الأسماء الخمسة، سد مسد الخبر. "أخو" مضاف. و"الكاف" مضاف إليه.
ولو قلت: أمكتوبٌ الدرس؟ "مكتوب" اسم مفعول مبتدأ. "الدرس" نائب فاعل. إذن فالقاعدة: إن كان الوصف اسم فاعل فما بعده فاعل، وإن كان الوصف اسم مفعول فما بعده نائب فاعل.
والرافع للمبتدأ هو الابتداء؛ وذلك لأن العامل نوعان: عامل لفظي وعامل معنوي. إذا أعربت: خالد قائم. "خالد" مبتدأ مرفوع بالابتداء -والباء في قولك: بالابتداء، سببية. والتقدير: مرفوع بسبب الابتداء، ومعنى بسبب الابتداء أي: بسبب وقوعه في أول الكلام، هو السبب الذي جعله مرفوعًا، هذا معنى الابتداء.
وَمَا بِهِ تَمَّ مَعْنَى المُبْتُدَا خَبَرٌ *** كَالشَّأْنِ في نَحْوِ زَيْدٌ صَاحِبُ الدُّوَلِ
الثالث من المرفوعات:
وَالْمُبْتَدَا نَحْوَ: زَيْدٌ قَائِمٌ، وَأَنَا *** فِي الدَّارِ، وَهْوَ أَبُوهُ غُيْرُ مُمْتَثِلِ
وَمَا بِهِ تَمَّ مَعْنَى المُبْتُدَا خَبَرٌ *** كَالشَّأْنِ في نَحْوِ زَيْدٌ صَاحِبُ الدُّوَلِ
أشار الناظم في هذين البيتين إلى النوعين: الثالث والرابع من المرفوعات.
أما النوع الثالث: فهو المبتدأ، والمبتدأ نوعان: مبتدأ له خبر، ومبتدأ له مرفوع أغنى عن الخبر.
النوع الأول: المبتدأ الذي له خبر، وهو: اسم أو ما في تأويله، مجرد عن العوامل اللفظية غير الزائدة. وهذا أحسن تعريف للمبتدأ، "اسم" مثل: محمد مُجِدٌّ، هذا هو المبتدأ وهو اسم. "أو ما فيه تأويله" مثل ما ذكرناه في باب الفاعل، ونحصل عليه بواسطة الحرف المصدري، فإذا نظرت إلى قول الله -تعالى: ﴿ وَأَن تَصْبِرُوا خَيْرٌ لَّكُمْ﴾(1). تجد "خيرٌ" خبر، ولكن لا يوجد مبتدأ، ولكن يوجد ﴿ وَأَن تَصْبِرُوا﴾، فنقول: أن وما دخلت عليه في تأويل مصدر مبتدأ، والتقدير: وصبرُكم خيرُ لكم. ومثله قول الله -تعالى: ﴿ وَأَن يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَّهُنَّ﴾(2). والتقدير: واستعفافُهُن خيرٌ لهن. هذا معنى قولنا: أو ما في تأويله.
"مجرد عن العواملِ اللفظيةِ". أي أن المبتدأ لا يُسبق بشيء؛ لأنه لو سُبق بشيء لن يصير مبتدأ، إذا قلت: كان زيد في الدار. فـ "زيد" ليس مبتدأ، إذ كيف يصير مبتدأ وقبله كلام؟! ولهذا يقولون: إن المبتدأ لا بد أن يتجرد عن العوامل. ولهذا إذا رأيت قبل المبتدأ حرف جر، أو حرفًا ناسخًا فاعلم أنه ليس مبتدأ، إلا في حالة واحدة، وهي أن يوجد حرف جر زائد، ففي هذه الحالة يمكن أن يكون مبتدأ، فإذا قلت لشخص: بحسبك درهم. "حسبك": مبتدأ. ولكن كيف يعرب مبتدأ وقبله عامل لفظي وهو الباء؟! نقول: "الباء" حرف جر زائد، وحرف الجر الزائد -من الناحية الإعرابية- وجوده وعدمه سواء، لكن من جهة المعنى له فائدة. فـ "حسب" مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه ضمة مقدرة، منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد. و"درهم" خبر.
النوع الثاني: المبتدأ الذي ليس له خبر، وإنما له مرفوع أغنى عن الخبر، فما تعريف هذا النوع؟ هو: أن يكون المبتدأ وصفًا في قوة الفعل، معتمدًا على نفي أو استفهام، والوصف الذي في قوة الفعل هو الوصف العامل؛ كاسم الفاعل، فإذا أتى الوصف في قوة الفعل: كاسم الفاعل، واسم المفعول، والصفة المشبهة، وأفعل التفضيل.. فهذه كلها أوصاف في قوة الفعل؛ لأنها تعمل عمل الفعل، وإن كانت لا تعمل عمل الفعل من جميع الأوجه، لكنها في الجملة تعمل عمله.
فاسم الفاعل وصف في قوة الفعل؛ لأن اسم الفاعل يرفع الفاعل وينصب المفعول. فإذا قلت: أحاضر أخوك؟ فالمبتدأ هنا وصف في قوة الوصف، وقد سُبِق بنفي أو استفهام، والمثال السابق فيه استفهام، لكن لو قلت: ما حاضر أخوك. فهذا نفي، ولا فرق. فالذي بعد الوصف لا يكون خبرًا؛ لأن المقام ليس بحاجة إلى خبر. فيكون فاعلاً أو نائب فاعل، فإن كان الوصف اسم فاعل فالمرفوع فاعل، وإن كان الوصف اسم مفعول فالمرفوع نائب فاعل. وهذه هي القاعدة.
ففي قولنا: أحاضر أخوك؟ "حاضر" مبتدأ. "أخوك" فاعل مرفوع بالواو؛ لأنه من الأسماء الخمسة، سد مسد الخبر. "أخو" مضاف. و"الكاف" مضاف إليه.
ولو قلت: أمكتوبٌ الدرس؟ "مكتوب" اسم مفعول مبتدأ. "الدرس" نائب فاعل. إذن فالقاعدة: إن كان الوصف اسم فاعل فما بعده فاعل، وإن كان الوصف اسم مفعول فما بعده نائب فاعل.
والرافع للمبتدأ هو الابتداء؛ وذلك لأن العامل نوعان: عامل لفظي وعامل معنوي. إذا أعربت: خالد قائم. "خالد" مبتدأ مرفوع بالابتداء -والباء في قولك: بالابتداء، سببية. والتقدير: مرفوع بسبب الابتداء، ومعنى بسبب الابتداء أي: بسبب وقوعه في أول الكلام، هو السبب الذي جعله مرفوعًا، هذا معنى الابتداء.