اريقي على ساعدي الدموع...و شدي على صدري المتعب
فهيهات ألا أجوب الظلام...بعيدا إلى ذلك الغيهب
فلا تهمسي...غاب نجم السماء...ففي الليل أكثر من كوكب
*****
وهل كان حلم بغير انتهاء...و هل كان لحن بلا آخر ؟
لكي تحسبي أن هذا الغرام...أبيد الرؤى ...خالد الحاضر
و أنا سنبقى نعد السنين...مواعيد في ظله الدائر ؟
*****
على مقلتيك ارتماء عميق...و ذكرى مساء تقول ارجع!
نداء بعيد الصدى كالنجوم...يراها حبيبان في مخدع !
يكاد اشتياقي يهز الحجاب...و تومي ذراعي : هيا معي!!
*****
سأمضي ... فلا تحلمي بالإياب...على وقع اقدامي النائية
و لا تتبعيني إذا ما التفت...ورائي إلى الشمعة الخابية
يرنحها في يديك النحيب...فتهتز من خلفك الرابية
*****
ستنسين هذا الجبين الحزين...كما انحلت الغيمة الشاردة
و غابت كحلم وراء التلال...بعيداً..سوى قطرة جامدة
ستنثرها الريح عما قليل...و تشربها التربة الباردة
*****
ورب اكتئاب يسيل الغروب...على صمته الشاحب الساهم
وأغنية في سكون الطريق...تلاشت على هدأة العالم
أثارا صدى تهمس الذكريات...إذا ماانتهى همسة الحالم
*****
غداً.. حين يبلى وراء الزجاج...كتاب عليه اسمي الذابل
و تنفض كفاك عنه الغبار...و يخلو بك المخدع القاحل
سيلقاك و جهي خلال السطور...كما يسطع الكوكب الآفل
*****
إذا ما قرأن اللقاء الاخير...تمنيت, في غفلة هاربة
لو استرجعت قبضتاك السنين...لو استرجعت ليلة ذاهبة!
و لكن شيئاً حواه الجدار...تحدى أمانيك الكاذبة
*****
تلفت عن غير قصد هناك...فأبصرت..بالانتحار الخيال!
حروفا من النار..ماذا تقول ؟...لقد مر ركب السنين الثقال
و قد باح تقويمهن الحزين...بأن اللقاء المرجى..محال!!
****بدر شاكر السياب***** 5/4/1948