العنف ضد المرأة من منظور إسلامي
د. رائد الزيدي
قبل الحديث عن نظرة الاسلام للعنف الذي يمارس ضد المرأة لا بد لي من الحديث اولا عن نظرة الديانات الاخرى الى المرأة ثم بعد ذلك نتحدث عن نظرة الاسلام لها ودوره في حفظ حقوقها ومساواتها مع الرجل من حيث الحقوق والواجبات فضلا عن نظرته للعنف الذي يمارس عليها سواء أكان هذا العنف ماديا ام معنويا .
النظرة الى المرأة لدى الديانة اليهودية والمسيحية :
كانت المرأة عند اليهود تعامل معاملة الغانية والمومس ولم تخل كتبهم الدينية من الاهانة لها وتحقيرها ومنعها من الطلاق .
اما عند المسيحيين فعدت المرأة والرجل جسدا واحدا ، لا قوامة ولا تفضيل بل مساواة تامة في الحقوق والواجبات وحرم الطلاق وتعدد الزوجات واعطيت قيما روحية اكبر .
النظرة الى المرأة في الجاهلية :
شاركت المرأة في الجاهلية في الحياة الاجتماعية والثقافية في الوقت الذي كانت تؤد به البنات بسبب الفقر وانتشرت الرايات الحمر وسبيت وبيعت كما العبيد من الرجال وعلى الرغم من هذا كان لها حقوق كثيرة مثل التجارة وامتلاك الاموال ، كما الحال مع السيدة خديجة زوجة الرسول محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) كما كان لها الحق في اختيار الزوج او رفضه وكان منهم الشاعرات المشهورات .
النظرة الى المرأة في الاسلام :
لقد كرَّم الاسلام المرأة فقد راعى خصائصها والفرق بينها وبين الرجل فشرَّع القوانين التي تجعلها مكرمة في موقعها والرجل مكرما في موقعه ، وجعل بينهما مودة ورحمة واحتراما متبادلا يؤدي الى تقاسم المسؤولية بينهما طوال استمرار العلاقة التي تربطهما ايا كانت هذه العلاقة في نطاق الشرع .
لقد خص الاسلام المرأة بمكانة اجتماعية واعطاها اهمية كبيرة لما تتحمله من مشقة في حمل ابنائها وتربيتهم فقد قال سبحانه وتعالى : {وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَاناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرا } (الاحقاف ، اية 15) ، فضلا عن ذلك فقد جعل الاسلام المرأة ربة البيت والمسؤولة عن الاشراف على تدبير اموره فقد قال الرسول محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) : ((كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ..................... والمرأة راعية في بيت زوجها وهي مسؤولة عن رعيتها )).
لقد ضمن الاسلام للمرأة حقوقها فهي الام والاخت والبنت والعمة والخالة والجدة وحررها بعد ان كانت مستعبدة وساوى بينها وبين الذكر في الانسانية قال تعالى : {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً } (النساء1) . فالاسلام اعطى للمرأة حرية التجارة والتصرف بأموالها فضلا عن اعفائها من النفقة حتى لو كانت غنية ووضع الاسس التي تكفل لها الحقوق وسن القوانين التي تصون كرامتها وتمنع استغلالها جسديا وعقليا ثم ترك لها الحرية في الخوض في مجالات الحياة المختلفة ، وقد ورت آيات كثيرة في حق المرأة والاهتمام بشؤونها الاجتماعية والنفسية والاقتصادية والحيايتة وواجباتها وحقوقها وهذا ان دل انما يدل على حرص الدين الاسلامي على المرأة والرفع من شأنها.
ومن هذه الآيات :
- قال تعالى : {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً }الأحزاب35
- قال تعالى : { وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ} (البقرة،228)
- قال تعالى: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالاَتُكُمْ وَبَنَاتُ الأَخِ وَبَنَاتُ الأُخْتِ وَأُمَّهَاتُكُمُ اللاَّتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُم مِّنَ الرَّضَاعَةِ وَأُمَّهَاتُ نِسَآئِكُمْ وَرَبَائِبُكُمُ اللاَّتِي فِي حُجُورِكُم مِّن نِّسَآئِكُمُ اللاَّتِي دَخَلْتُم بِهِنَّ فَإِن لَّمْ تَكُونُواْ دَخَلْتُم بِهِنَّ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ وَحَلاَئِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلاَبِكُمْ وَأَن تَجْمَعُواْ بَيْنَ الأُخْتَيْنِ إَلاَّ مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّ اللّهَ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً }النساء23
- {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَن لَّا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئاً وَلَا يَسْرِقْنَ وَلَا يَزْنِينَ وَلَا يَقْتُلْنَ أَوْلَادَهُنَّ وَلَا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }الممتحنة12
- {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ }الحجرات13
- {مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ }غافر40
- {مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ }النحل97
العنف ضد المرأة في منظور الاسلام :
قد نستطيع القول ان العنف ضد المرأة يقسم على نوعين :
الاول : العنف المادي : واقصد به ما تتعرض له المرأة من اعتداءات مختلفة سواء اكانت على مستوى التكوين الجسماني (ضربا باليد او بشيء آخر كالعصا مثلا ) أم على المستوى الجنسي ، وقد يؤدي العنف المادي احيانا الى الموت .
الثاني : العنف المعنوي : واقصد به تقبيح المرأة بإسماعها ما تكره وما يجرح نفسها من الكلام الجارح والذي يكون احيانا مما يخدش كرامة المرأة وعفتها ولعل هذا النوع اشد وطأة من النوع الاول واكثر اثرا في النفس .
وهذان الامران نهى عنهما الاسلام ، قال تعالى : (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ) (النساء ، 19) .
وقد وردت آيات كثيرة واحاديث كثيرة تحث الرجال على حسن معاملة المرأة واعطائها حقوقها كاملة وعدم خدش كرامتها بقول أو فعل او الافتراء عليها ومن هذه الايات :
- قال تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَرِثُواْ النِّسَاء كَرْهاً وَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُواْ بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلاَّ أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً }النساء19
- قال تعالى : {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاء فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَداً وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ }النور4
- قال تعالى : {إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ }النور23
- قال تعالى : {وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاء فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ أَن يَنكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ إِذَا تَرَاضَوْاْ بَيْنَهُم بِالْمَعْرُوفِ ذَلِكَ يُوعَظُ بِهِ مَن كَانَ مِنكُمْ يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكُمْ أَزْكَى لَكُمْ وَأَطْهَرُ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ }البقرة232
- قال الرسول محمد(صلى الله عليه وآله وسلم) : (( خيركم خيركم لأهله ، وانا خيركم لأهلي )).
- قال الرسول محمد(صلى الله عليه وآله وسلم): ((اتقوا الله في النساء فإنهن عندكم عوان لا يملكن لانفسهن شيئا وان لهن عليكم حقا ..........فإن خفتم نشوزهن فعضوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن ضربا غير مبرح ......))
- قال تعالى : { َاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيّاً كَبِيراً }النساء34
لا يتبادر الى الذهن ان الاسلام يقر بضرب المرأة فلا يضرب الا المختل والمجنون ، ورد ان الرسول محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) قال : لجارية صغيرة بعد ان اغضبته (( لولا أني أخاف الله لأوجعتك بهذا السواك)) .
فالاسلام حينما شرَّع قوانينه واحكامه ينطلق من ان المؤمنين الذين سيطبقونها لهم وازع ديني وعقل رزين يجعلان الزوجين وجلين خائفين من الله عز وجل في اي سلوك يقدمون عليه لذلك أذن للرجل بتأديب زوجته تأديبا خفيفا بقصد تقويم إعوجاجها .
وختاما اقول : أيها الرجال رفقا بالقوارير ، فهن امهاتنا واخواتنا وزوجاتنا .
قال الشاعر : الأم مدرسة إذا اعددتها اعددت شعبا طيب الاعراق
د. رائد الزيدي
قبل الحديث عن نظرة الاسلام للعنف الذي يمارس ضد المرأة لا بد لي من الحديث اولا عن نظرة الديانات الاخرى الى المرأة ثم بعد ذلك نتحدث عن نظرة الاسلام لها ودوره في حفظ حقوقها ومساواتها مع الرجل من حيث الحقوق والواجبات فضلا عن نظرته للعنف الذي يمارس عليها سواء أكان هذا العنف ماديا ام معنويا .
النظرة الى المرأة لدى الديانة اليهودية والمسيحية :
كانت المرأة عند اليهود تعامل معاملة الغانية والمومس ولم تخل كتبهم الدينية من الاهانة لها وتحقيرها ومنعها من الطلاق .
اما عند المسيحيين فعدت المرأة والرجل جسدا واحدا ، لا قوامة ولا تفضيل بل مساواة تامة في الحقوق والواجبات وحرم الطلاق وتعدد الزوجات واعطيت قيما روحية اكبر .
النظرة الى المرأة في الجاهلية :
شاركت المرأة في الجاهلية في الحياة الاجتماعية والثقافية في الوقت الذي كانت تؤد به البنات بسبب الفقر وانتشرت الرايات الحمر وسبيت وبيعت كما العبيد من الرجال وعلى الرغم من هذا كان لها حقوق كثيرة مثل التجارة وامتلاك الاموال ، كما الحال مع السيدة خديجة زوجة الرسول محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) كما كان لها الحق في اختيار الزوج او رفضه وكان منهم الشاعرات المشهورات .
النظرة الى المرأة في الاسلام :
لقد كرَّم الاسلام المرأة فقد راعى خصائصها والفرق بينها وبين الرجل فشرَّع القوانين التي تجعلها مكرمة في موقعها والرجل مكرما في موقعه ، وجعل بينهما مودة ورحمة واحتراما متبادلا يؤدي الى تقاسم المسؤولية بينهما طوال استمرار العلاقة التي تربطهما ايا كانت هذه العلاقة في نطاق الشرع .
لقد خص الاسلام المرأة بمكانة اجتماعية واعطاها اهمية كبيرة لما تتحمله من مشقة في حمل ابنائها وتربيتهم فقد قال سبحانه وتعالى : {وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَاناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرا } (الاحقاف ، اية 15) ، فضلا عن ذلك فقد جعل الاسلام المرأة ربة البيت والمسؤولة عن الاشراف على تدبير اموره فقد قال الرسول محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) : ((كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ..................... والمرأة راعية في بيت زوجها وهي مسؤولة عن رعيتها )).
لقد ضمن الاسلام للمرأة حقوقها فهي الام والاخت والبنت والعمة والخالة والجدة وحررها بعد ان كانت مستعبدة وساوى بينها وبين الذكر في الانسانية قال تعالى : {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً } (النساء1) . فالاسلام اعطى للمرأة حرية التجارة والتصرف بأموالها فضلا عن اعفائها من النفقة حتى لو كانت غنية ووضع الاسس التي تكفل لها الحقوق وسن القوانين التي تصون كرامتها وتمنع استغلالها جسديا وعقليا ثم ترك لها الحرية في الخوض في مجالات الحياة المختلفة ، وقد ورت آيات كثيرة في حق المرأة والاهتمام بشؤونها الاجتماعية والنفسية والاقتصادية والحيايتة وواجباتها وحقوقها وهذا ان دل انما يدل على حرص الدين الاسلامي على المرأة والرفع من شأنها.
ومن هذه الآيات :
- قال تعالى : {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً }الأحزاب35
- قال تعالى : { وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ} (البقرة،228)
- قال تعالى: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالاَتُكُمْ وَبَنَاتُ الأَخِ وَبَنَاتُ الأُخْتِ وَأُمَّهَاتُكُمُ اللاَّتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُم مِّنَ الرَّضَاعَةِ وَأُمَّهَاتُ نِسَآئِكُمْ وَرَبَائِبُكُمُ اللاَّتِي فِي حُجُورِكُم مِّن نِّسَآئِكُمُ اللاَّتِي دَخَلْتُم بِهِنَّ فَإِن لَّمْ تَكُونُواْ دَخَلْتُم بِهِنَّ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ وَحَلاَئِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلاَبِكُمْ وَأَن تَجْمَعُواْ بَيْنَ الأُخْتَيْنِ إَلاَّ مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّ اللّهَ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً }النساء23
- {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَن لَّا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئاً وَلَا يَسْرِقْنَ وَلَا يَزْنِينَ وَلَا يَقْتُلْنَ أَوْلَادَهُنَّ وَلَا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }الممتحنة12
- {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ }الحجرات13
- {مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ }غافر40
- {مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ }النحل97
العنف ضد المرأة في منظور الاسلام :
قد نستطيع القول ان العنف ضد المرأة يقسم على نوعين :
الاول : العنف المادي : واقصد به ما تتعرض له المرأة من اعتداءات مختلفة سواء اكانت على مستوى التكوين الجسماني (ضربا باليد او بشيء آخر كالعصا مثلا ) أم على المستوى الجنسي ، وقد يؤدي العنف المادي احيانا الى الموت .
الثاني : العنف المعنوي : واقصد به تقبيح المرأة بإسماعها ما تكره وما يجرح نفسها من الكلام الجارح والذي يكون احيانا مما يخدش كرامة المرأة وعفتها ولعل هذا النوع اشد وطأة من النوع الاول واكثر اثرا في النفس .
وهذان الامران نهى عنهما الاسلام ، قال تعالى : (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ) (النساء ، 19) .
وقد وردت آيات كثيرة واحاديث كثيرة تحث الرجال على حسن معاملة المرأة واعطائها حقوقها كاملة وعدم خدش كرامتها بقول أو فعل او الافتراء عليها ومن هذه الايات :
- قال تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَرِثُواْ النِّسَاء كَرْهاً وَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُواْ بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلاَّ أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً }النساء19
- قال تعالى : {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاء فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَداً وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ }النور4
- قال تعالى : {إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ }النور23
- قال تعالى : {وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاء فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ أَن يَنكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ إِذَا تَرَاضَوْاْ بَيْنَهُم بِالْمَعْرُوفِ ذَلِكَ يُوعَظُ بِهِ مَن كَانَ مِنكُمْ يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكُمْ أَزْكَى لَكُمْ وَأَطْهَرُ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ }البقرة232
- قال الرسول محمد(صلى الله عليه وآله وسلم) : (( خيركم خيركم لأهله ، وانا خيركم لأهلي )).
- قال الرسول محمد(صلى الله عليه وآله وسلم): ((اتقوا الله في النساء فإنهن عندكم عوان لا يملكن لانفسهن شيئا وان لهن عليكم حقا ..........فإن خفتم نشوزهن فعضوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن ضربا غير مبرح ......))
- قال تعالى : { َاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيّاً كَبِيراً }النساء34
لا يتبادر الى الذهن ان الاسلام يقر بضرب المرأة فلا يضرب الا المختل والمجنون ، ورد ان الرسول محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) قال : لجارية صغيرة بعد ان اغضبته (( لولا أني أخاف الله لأوجعتك بهذا السواك)) .
فالاسلام حينما شرَّع قوانينه واحكامه ينطلق من ان المؤمنين الذين سيطبقونها لهم وازع ديني وعقل رزين يجعلان الزوجين وجلين خائفين من الله عز وجل في اي سلوك يقدمون عليه لذلك أذن للرجل بتأديب زوجته تأديبا خفيفا بقصد تقويم إعوجاجها .
وختاما اقول : أيها الرجال رفقا بالقوارير ، فهن امهاتنا واخواتنا وزوجاتنا .
قال الشاعر : الأم مدرسة إذا اعددتها اعددت شعبا طيب الاعراق